سورة الحجر - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجر)


        


قوله تعالى: {إنَّ في ذلك لآياتٍ للمتوسمين} فيه خمسة أوجه:
أحدها: للمتفرسين، قاله مجاهد. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله» ثم تلا هذه الآية...
الثاني: للمعتبرين، قاله قتادة.
الثالث: للمتفكرين، قاله ابن زيد.
الرابع: للناظرين، قاله الضحاك. قال زهير بن أبي سلمى:
وفيهن ملهى للصديق ومنظر *** أنيقٌ لعَيْنِ الناظر المتوسم
الخامس: للمبصرين، قاله أبو عبيدة. قال الحسن: هم الذين يتوسمون الأمور فيعلمون أن الذي أهلك قوم لوط قادر على أن يهلك الكفار، ومنه قول عبدالله بن رواحة للنبي صلى الله عليه وسلم:
إني توسمت فيك الخير أعرِفُه *** والله يعلم أني ثابت البصر
قوله عز وجل: {وإنها لبسبيل مقيم} فيه تأويلان:
أحدهما: لهلاك دائم، قاله ابن عباس.
الثاني: لبطريق معلم، قاله مجاهد. يعني بقوله {وإنما} أهل مدائن قوم لوط وأصحاب الأيكة قوم شعيب.


قوله عز وجل: {وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين} يعني في تكذيب رسول الله إليهم وهو شعيب، لأنه بعثَ إلى أمتين، أصحاب الأيكة وأهل مدين. فأما أهل مدين فأهلكوا بالصيحة، وأما أصحاب الأيكة فأهلكوا بالظلة التي احترقوا بنارها، قاله قتادة.
وفي {الأيكة} ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها الغيضة، قاله مجاهد.
الثاني: أنه االشجر الملتف، وكان أكثر شجرهم الدوم وهو المقل، وهذا قول ابن جرير، ومنه قول النابغة الذبياني:
تجلو بِقادِمَتَي حمامةِ أيكة *** بَرَداص أُسفَّ لثاثُهُ الإثمدِ
الثالث: أن الأيكة اسم البلد، وليكة اسم المدينة بمنزلة بكة من مكة، حكاه ابن شجرة.
قوله عز وجل: {فانتقمنا منهم وإنهما لبإمامٍ مبينٍ} فيه تأويلان:
أحدهما: لبطريق واضح، قاله قتادة. وقيل للطريق إمام لأن المسافر يأتم به حتى يصل إلى مقصده.
الثاني: لفي كتاب مستبين، قاله السدي. وإنما سمي الكتاب إماماً لتقدمه على سائر الكتب، وقال مؤرج: هو الكتاب بلغة حِمْيَر.
ويعني بقوله {وإنهما} أصحاب الأيكة وقوم لوط.


قوله عز وجل: {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين} وهم ثمود قوم صالح. وفي {الحجر} ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه الوادي، قاله قتادة.
الثاني: أنها مدينة ثمود، قاله ابن شهاب.
الثالث: ما حكاه ابن جرير أن الحجر أرض بين الحجاز والشام.
وروى جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ في غزاة تبوك بالحجر، فقال: «هؤلاء قوم صالح أهلكهم الله إلاّ رجلاً كان في حَرَم الله، منعه حرمُ الله من عذاب الله». قيل: يا رسول الله من هو؟ قال: «أبو رغال». قوله عز وجل: {وكانوا ينحتون مِنَ الجبال بيوتاً آمنين} فيه أربعة أوجه:
أحدها: آمنين أن تسقط عليهم.
الثاني: آمنين من الخراب.
الثالث: آمنين من العذاب.
الرابع: آمنين من الموت.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8